الفأر العملاق !!

بئر

بقلم : زغلول على

كان هناك شاب يعيش بالمدينة وميسر له كل سبل الراحة ، وكانت من إحدى هواياته (تسلق المرتفعات) .
وفى يوم ذهب مع أصدقاءه فى رحلة فرأى قلعة من القلاع العتيقة التى لايدخلها أحد منذ سنوات ، فاقترح على أصدقاء استكشافها فتراجع أصدقائه فيما أصر هو بغرور كعادته ، وبالفعل قد نجح فى تسلق ذلك الجدار المهيب ولكن الفضول مازال يرغمه على استكشاف تلك القلعه وقد كان ؛ ونزل من السطح على الدرج حتى وصل إلى الممرات الداخليه بها وصار يجول فيها بعد أن ذهب الحذر منه واطمئن قلبة .

وأثناء سيره بإحد الممرات تفاجئ بشئ غريب يشبه روايات الخيال .. شاهد كائن عملاق يتجول هو الآخر بالمكان يشبه الفأر فارتجف قلبه وحاول أن يسير في الاتجاه المعاكس بهدوء ليبلغ الدرج ويصعد إلى سور القلعه من جديد ، إلا أن هذا الفأر العملاق أصدر صوتا اتجفت منه أوصال الشاب وجرى مسرعا دون حذر فوقع فى أحد دهاليز القصر

فالمكان مظلم وبارد – فقد سقط فى نفق يعبر من اسفل تلك القلعه – وظل يتحسس ذلك النفق حتى رأى نورا من بعيد فأتبعه إلى أن خرج إلى النور
وجد نفسه فى بمكان غريب يعج بالماشية طريق مربوط على جانبيه حيوانات (أبقار وإبل وخراف) وبالكاد يعبر الطريق من كثرتها ولكن ما هذا المكان فالرائحة كريهة جدا لا يستطيع تحملها ، ولكنه تابع السير وقد هزمه العطش فوجد أمامه اناس من هذه القريه تظهر على ملامحهم علامات الشقاء وقد منحتهم الشمس لونها الداكن وبالكاد يرتدون بعضا من الثياب .
وحاول الشاب أن يجد ماء ليروى ظمأه فوجد نبع المياه للقرية واناء كبير به ما عكر ليس صافيا كما اعتاد أن يراه ، فسكبه على الأرض ليعاود ملئه من جديد من النبع .
وهنا تكمن المشكلة !!
فقانون تلك القبيله تعاقب من يهدر الماء .. وهنا تجمع كل من حوله ينظرون إليه نظرة شرسه علم منها باقتراب نهايته .
ولكن ..
الليل قد انتهى واستيقظ هذا الشاب من هذا الحلم العجيب ساجدا لله على النعم التى منحها الله له والتى افتقدها فى كابوسه .

وهذا تذكير ..

فالكثير لا يدركون قيمة ما لديهم .. ولكن مازال الوقت يسمح فاغتنموه