منقولات الزوجية السيف البتار

بقلم / سعيد سيف
المحامى بالنقض
يقول الله تعالي (( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) صدق الله العظيم

إن الله سبحانه وتعالى شرع الزواج لبقاء النوع واستمرار الحياه لسنة الله تعالى فى كونه ليخلف الانسان بعضه بعضاً ولتستمر عمارة الكون والحياة للمهمة التى خلق الله تعالى الناس من اجلها مصداقا لقوله تعالى ((  وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)
وكما هو واضح أن الزواج شُرع للمودة والرحمة وهذا هو الاصل فى الزواج وهو الاستقرار .
وحيث ان المادة 341 عقوبات تنص على ان :-
كل من اختلس او استعمل او بدد مبالغ أو امتعه أو بضائع أو نقود أو تذاكر أو كتابات اخرى مشتملة عن تمسك مخالصة او غير ذلك واضرارا بمالكيها أو اصحابها أو واضعى اليد عليها وكانت الاشياء المذكورة لم تسلم له إلا على وجه الوديعه أو الإجازة أو على سبيل عارية الاستعمال أو الرهن أو كانت سلمت له بصفة كونه وكيلا باجرة أو مجانا بقصد عرضة للبيع أو بيعها أو استعمالها فى أمر معين لمنفعة المالك لها – أو غيره يحكم عليه بالحبس ويجوز ان يزاد عليه غرامه لا تتجاوز مائة جنيهاً مصرياً .
وادرج المشرع قائمة المنقولات الى تسلم للزوج على سبيل عارية الاستعمال كعقد من عقود الأمانة التى وردت فى هذا النص على سبيل الحصر .
فبذلك تكون قائمة المنقولات التى استعملها الزوج ووقع عليها بالاستلام على سبيل عارية الاستعمال هى سيف مسلط على رقبته وتهدده بالحبس ولو كانت الزوجية ما زالت قائمة .
فبمجرد أن يدخلا الزوجان فى معترك الحياة فلا تخلو الحياه من كدر العيش وسرعان ما تدب الخلافات الزوجية وخاصة فى بداية الحياه الزوجية نتيجة لعدم فهم الزوجان لطباع بعضهم البعض فيتدخل الشيطان الرجيم فورا هامزاً فى اذن الزوجة وينفخ فى النار المتأججه بينهما ويهمس فى اذنها عليك ان تتحركى قبل فوات الاوان مصورا لها أن بيدها سيفاً بتاراً لابد لها من إستعماله وهو قائمة المنقولات فسرعان ما تتخذ الزوجة إجراءاً بتهمه الزوج فى تبديد منقولاتها وغاللبا تكون المنقولات تحت يد الزوجة فى مسكن الزوجية وفى حيازتها وغالبا تقضى المحكمة بحبس الزوج غيابيا وهو لا يدرى إلا وهو بين يدى رجال تنفيذ الاحكام .
فهل من تدخل للصلح بين الزوجين ؟.
ولكن احيانا يكون هيهات هيهات للصلح وخاصة بعد أن حكم على الزوج بالحبس يحدث شرخاً فى جدار الزوجية لا يستطيع اصلاحة .
واقترح أن تسلم المنقولات الزوجية للزوج مضافة كبند من بنود عقد الزواج مثلها مثل بند مؤخر الصداق على أن ترد المنقولات عند احد الاجلين الطلاق او الوفاه على أن يتسلمها الزوج كبند فى عقد الزواج التى تتفق مع الشرع ويحفظ للزوجان حقهما فى إستقرار الاسرة واستمرار الحياه كى تدوم الموده والرحمة وخاصة بعدما زادت معدلات الطلاق فى الاونة الاخيرة بمعدلات خطيرة وتدق ناقوص الخطر وخاصة ان كان يوجد اولاد بين الزوجان فغالباً الذين يدفعون الثمن هم الاولاد فى ذنب لم تقترفه يداهم .
ألم يأن الوقت لكى تكون قائمة المنقولات الزوجية بندأ يضاف فى عقد الزواج كأى عقد مدنى يتم الاتفاق عليه بين الزوجين وعلى كل بنودة ؟ .
وذلك حفاظاً على الاسرة التى هى نواة المجتمع إن الله تعالى قد كرم العلاقة الزوجية ووصفها بالميثاق الغليظ ووصفها بالمودة والرحمة بين الازواج ليكون البيت الهادئ والطمانينة والاستقرار الذى يبنى على القيم والاخلاق حتى ننجب لهذا المجتمع العلماء والزعماء والعظماء لنبنى معاً مجتمعاً متحضراً صلباً بأبنائة ليكونوا دروعاً للوطن العزيز وحماه له والعمل على رفعته والزود عنه ضد كل من تسول له نفسه للنيل من هذا الوطن الحبيب