ملفات غامضة (اختفاء نائب رئيس تحرير الأهرام سابقا)

إعداد: أحمد عبد الرحيم عبد المعز

-من وقت ما بدأت اقرأ صحف في حياتي من أول التسعينات وأنا أفضل جريدة الأهرام بصراحة.
تقريبًا ماكنتش أعرف اقرأ غيرها…
من أواخر التسعينات بدأت ألاحظ مقالات لصحفي مختلف عن الباقيين…
في نوعية مقالاته, جرأته , اسلوبه, حتي الشخصيات اللي كان بيقدر يتوصل إنه يجري معها حوارات, الصحفي دا كان اسمه…
*رضا هلال…
كنت بتابع مقالاته من حين لآخر, لكن في يوم قريت خبر غريب جدًا في الأهرام برضو…
رضا هلال اختفى.
بدأت اتابع بدهشة كبيرة الموضوع, رضا هلال لم يكن صحفي عادي, دا كان نائب رئيس تحرير الأهرام اللي هي جريدة حكومية مائة في المائة.
طيب ليه ؟ وازاي؟
اسئلة كتير جدًا من وقتها يوم 11 أغسطس 2003 فضلت مستمرة معي وكل فترة يتفتح الموضوع تاني ونعرف فيه أسرار جديدة.
دلوقتي تعالوا أحكي لكم القصة زي ما عرفتها من عشرات الأخبار والمقالات خلال السنوات دي..
——————————-
* اليوم: 11 أغسطس 2003 , الساعة 2 بعد الضهر.
المكان: مكتب الاستاذ رضا هلال ،الدور الخامس من مبنى جريدة الأهرام.
– نائب رئيس التحرير الأستاذ رضا هلال خارج من مكتبه, يتصل من تليفونه المحمول بمطعم “ابو شقرة” يطلب وجبة كباب وكفتة…رضا أعزب, عمره حوالي 40 سنة , عايش لوحده في شقة في شارع القصر العيني.
,نزل وجد عم سيد السواق منتظره في عربية الجريدة اللي بتوصله كل يوم في الميعاد دا, الساعة 2.25 وصلت العربية قدام العمارة , نزل منها رضا وطلع شقته في الدور الخامس, المهم بعد وصوله وصل عامل التوصيل من المطعم. فضل يرن الجرس كتير جدًا, محدش رد عليه, نزل وطلع مع البواب يرنوا الجرس بلا رد برضو.

* عدى اليوم عادي وتاني يوم رضا ما راحش الجريدة الصبح كعاداته, رضا ملتزم جداً في مواعيده ومش بيغيب إلا لسبب قهري وقبلها يكون معرفهم في الجريدة..
زملاؤه اتصلوا بيه, تليفون البيت جرس ومفيش رد والمحمول مغلق, البعض قلق, بعتوا السواق لبيته, شوية ورجع يقولهم انه فضل يرن ويخبط على الباب بدون أي ر . الناس قلقت عليه ,اتصلوا بأهله, جه اخوه الصغير عبد الرحمن مدرس فرنساوي في المنصورة , وفتح الشقة ولكن…
مفيش أي حاجة تدل على أي حدث , رضا مش موجود…لكن كل حاجة في مكانها, مرتبة تمامًا ,مفيش آثار عنف ولا تفتيش ولا أي حاجة على الاطلاق.
بس فيه حاجة غريبة جداً، الشقة مقفولة بقفل من برا ودا على غير عادة رضا تمامًا.

* عبد الرحمن حس بقلق شديد, اتصل بباقي الأسرة في المنصورة وبسرعة جم من هناك وقسموا أنفسهم وبدوءا البحث في كل مكان …
المستشفيات, عند الأهل اللي في القاهرة, عند زملاؤه, في الفنادق والمقاهي اللي رضا بيتردد عليها, أي مكان رضا كان بيروحه، وكان لازم يتعمل محضر في الشرطة, واتعمل وبدأت الشرطة البحث…
وبدء تفتيش الشقة وسؤال الزملاء والجيران, واتسعت دايرة تحقيقات الشرطة وبحثها ووصلت للمطارات ولمواني , مفيش أي حاجة, مفيش اي أثر…
رضا اتبخر في الهوا, لدرجة ان رئيس مباحث السيدة زينب نفسه قال في تصريح:
“وزارة الداخلية حشدت فريق من خيرة الضباط للبحث عنه, فريق كامل من المباحث الجنائية والأمن العام وأمن الدولة, كنا لا ننام, ما سبناش حد قال لرضا صباح الخير إلا وسألناه, لدرجة إننا لو قدرنا نجيب رضا ” تركيب” كنا جبناه علشان نخلص من القضية دي, مفيش شبر لم نبحث فيه في المنطقة كلها, المكان الوحيد اللي ما بحثناش جواه هو السفارة الامريكية. في النهاية الحقيقة اللي توصلنا ليها ان العملية دي أعلى من امكانيات البحث الجنائي “.
رئيس المباحث كان من وجهة نظره ان رضا اختفى في الثوان اللي دخل فيها العمارة وهو منتظر الأسانسير وما وصلش شقته ابدًا.

* وسط كل البحث المضني دا معلومة واحدة فقط توصل ليها رجال المباحث. مواطن تقدم للإدلاء بشهادته وقال انه شاف رضا تقريبا الساعة 3.25 خارج مستعجل من باب العمارة, الشرطة فسرت الأمر إن رضا تلقى مكالمة هامة ونزل على إثرها بسرعة للشارع وبعدها اختفى.

*كدا احنا وصلنا لنتيجة وهي إن رضا اختفى تمامًا بدون أدنى أثر…
طيب نظريات التفسير بقا بتقول إيه:
في البداية بدء البحث في ملف رضا هلال الشخصي..
صحفي ليبرالي, متميز, متحيز بشدة للرئيس السادات, مرشح بقوة لرئاسة تحرير الأهرام, ليه اعداء كتير ومتنوعين, مُعارض لتوريث السلطة – في الوقت دا كان ملف توريث جمال مبارك للسلطة في مصر مطروح بشدة.
رضا أعزب وليه علاقات نسائية متعددة وكانت أول نظريات تفسير اختفاؤه، إنه اتخطف بسبب علاقاته النسائية, لكن كان مستحيل دا يحصل بدون ترك أي اثر.

* نظرية أخرى ظهرت بتتكلم عن عداوة التيارات الاسلامية ليه , لدرجة ان حد من جماعة الجهاد وقتها اتكلم عن مسؤوليتهم عن خطفه, لكن نرجع لنفس النقطة …
ولا دا أسلوب الجماعات الاسلامية في التصفية ولا يمكن ابدا يقدروا ينفذوا عملية كدا بدون اي آثار , احنا بنتكلم عن شخصية شهيرة وفي قلب القاهرة وفي عز الضهر.
يعني كدا النظريتين دول برا التفكير أساسًا.

* قبل ما نكمل نظريات فيه حاجة غريبة جدَا عاوز ألفت النظر ليها…
لما زملاء رضا هلال سألوا ابراهيم نافع رئيس مجلس ادارة ورئيس تحرير الاهرام وقتها عنه وكان رضا مقرب منه , قالهم بكل هدوء : “
معرفش اي حاجة عن الموضوع , سألت الوزير عمر سليمان وحبيب العادلي والرئيس مبارك نفسه ونفوا تمامًا إن يكون عندهم علم بالموضوع”

* نرجع بقا نكمل توضيح لنظريات اختفاء رضا هلال …
فجأة تبرز معلومات مهمة جدَا بتقول إن رضا هلال كان صحفي متميز وليه علاقات دولية منها علاقات خطيرة بمنظمة اسلامية اسمها حركة الوفاق مقرها في سوريا تعادي نظام صدام حسين في الظاهر لكنها في الباطن تابعة ليه, وقت غزو العراق للكويت كان رضا هلال في بغداد, المخابرات العراقية طلبت منه إنه يقود حملة لتأييد الغزو دا لكنه رفض بشدة, وبالطبع السلطات العراقية اعتبرت رضا يعمل ضد مصلحتها والنتيجة إنه لازم تصفيته.
لكن اللي حصل وقتها ان رضا اختفى تمامًأ من العراق قبل اتخاذ أي إجراء ضده.
فيما بعد اتعرف إنه حصل على جواز سفر أردني بمساعدة صحفي صديق أردني الجنسية وغادر العراق على الفور.
وطبعًا كانت صفعة قوية للمخابرات العراقية وقتها ورجال صدام حسين, مش مستبعد يكون رجال صدام قاموا بتصفيته في القاهرة بالفعل.

*مش بس علاقات مع نظام صدام، لا.. الموضوع تجاوز كدا ووصل للولايات المتحدة ومسؤولين اسرائيليين …
الدكتور عبد العاطي محمد, رئيس تحرير الأهرام العربي السابق وزميل رضا المقرب قال بالحرف الواحد :
“رضا هلال كان عنده جموح سياسي وليس طموح سياسي”
و وضح إن قبل اختفاء رضا هلال بوقت قصير كان في منتدى دافوس وقابل مسؤولين اسرائيليين هناك ومن ضمنهم وزير خارجية اسرائيل نفسه “سليفان شالوم” ولم يخف الكلام دا ,الكل كان عارف بالمقابلات دي.

* رضا هلال كمان على علاقة وثيقة بالبيت الأبيض نفسه, السفير الأمريكي في مصر “ديفيد وولش” كان صديق مقرب ليه ,كان ممكن يكلمه ويقابله في اي وقت, وعلشان نعرف درجة علاقاته بالولايات المتحدة هقولكم إن رضا هلال رتب مقابلة لجريدة الاهرام مع نائب الرئيس الأمريكي وقتها “ديك تشيني” وكتبها هو في الجريدة. وعلشان كدا الدكتور عبد العاطي استغرب جدًا من عدم اهتمام الأمريكان باختفاء رضا هلال.
رضا هلال ما كانش بيخفي علاقاته دي، على العكس كان بيتكلم عنها ويفخر بيها قدام زملاؤه. قبل ما يختفي بفترة وراهم جواز سفر جديد وقالهم:
“مين يقدريجيب تأشيرة دخول لأمريكا وأوروبا في 48 ساعة ؟ أنا عملت كدا”
( لاحظوا إننا كنا بعد أحداث 11 سبتمبر بعامين فقط ودخول أمريكا كان شبه مستحيل )

* شخص آخر من المقربين من رضا هلال اسمه المهندس أيمن الجندي، كان مسجون سياسي ،ولما خرج سافر هولندا، كشف إن رضا حصل على معلومات على درجة كبيرة جداً من الأهمية عن الاقتصاد الامريكي واصدار السندات وحجم العجز في ميزانية امريكا اللي كان وقتها عجز مهول, واستثمارات الولايات المتحدة في العالم أواخر التسعينات, المعلومات حصل عليها من وزارة الخزانة الامريكية. وكانت معلومات فيها خطورة كبيرة.

* أيمن الجندي وضح إن رضا هلال أيضاً كان بيرصد عناصر منظمة الإيباك اليهودية في المغرب ودول في الشرق الأوسط ومن خلال الرصد والمعلومات اللي حصل عليها كتب كتابه “المسيح والصهيونية”

* وعودة لكلام الدكتور عبد العاطي اللي قال جملة هامة جدًا عن رضا هلال :
“رضا كان بيلعب مع أنظمة وعلى أنظمة وحصلت له تحولات كبيرة جدًا في شخصيته, ورأيي إن المعلومات اللي كان يملكها هي سبب تصفيته, ومش هيتم الكشف عنه, النظام المصري ايام مبارك كان يتبع حكمة القرود الثلاثة..
لا أرى …
لا اسمع…
لا أتكلم
—————————-
ابريل 2009
مكالمة تليفونية من رقم مجهول…
– الو! مسيو عبد الرحمن هلال؟
– أيوة معاك.
– لسة بتدورا على أخوك رضا؟ عاوز تعرف هو فين؟
صمت شوية وكأن دورق مياه باردة وقع على رأس المسيو عبد الرحمن, رد:
– هو فين طيب؟ حضرتك مين؟ ارجوك عرفني, طيب هو لسة حي؟ انت متأكد انه رضا اخوي؟ طيب…
-أخوك حي وموجود في مستشفى المجانين في العباسية تحت اسم أحمد محمد محمود.
انتهت المكالمة , وعلى الفور بدأت الأسرة الحركة بعد ما انتعش الأمل في قلوبهم بعد ست سنوات من اختفاء رضا هلال بدون ما أي حد يعرف هو فين أو حصله ايه..
على الفور توجهوا لمستشفى الأمراض العقلية في العباسية, وبشكل ما قدروا يعرفوا ويتأكدوا إن رضا هلال مش من نزلاء المستشفى.
عدى كام يوم وجات المكالمة الثانية:
-أخوك حي وموجود في سجن برج العرب في الاسكندرية.

* أسرة رضا توجهوا لبرج سجن العرب يسألوا عنه ,لكن طبعًا بدون ما يوصلوا لأي معلومة.
راحوا للمباحث وراحوا أمن الدولة والمخابرات العامة وتوجهوا لمنظمات حقوق الإنسان بدون أي نتيجة.
وجات المكالمة التالتة:
-أخوك مش هيظهر إلا لو اتغير النظام.

* في النهاية قرروا اتخاذ اجراء مهم وخطير (خدوا بالكم إحنا بنتكلم عن فترة كانت البلد فيها محكومة بقبضة من حديد في ايد رجل النظام القوي جدًا اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية) خطورة الاجراء ده نعرفها بعد شوية…
إخوة رضا هلال تقدموا ببلاغ للنائب العام وطلبوا إعادة فتح التحقيق بناءا على معلومات وردت ليهم تؤكد وجود رضا هلال في سجن برج العرب.
وبدء التحقيق من جديد, وانتهى لنتيجة محبطة…
رضا مش موجود لا في سجن برج العرب ولا في أي سجن آخر في مصر كلها.
*هنا في حاجة خطيرة لازم نقولها …البلاغ كان متضمن واقعة تاني شديدة الأهمية والخطورة خلونا بس نرجع ست سنوات للخلف…
————————————————————–
– إخوة رضا هلال لما دخلوا شقته ولم يجدوه , هم طبعًا كان عندهم علم عن خطورة عمله وعلاقاته, علشان كدا بحثوا في كل حاجة في شقته قبل ما تيجي الشرطة, واحد منهم شغل “الأنسر ماشين” في التليفون الارضي في شقة رضا , وسمع رسايل واردة من سيدة…
– ممكن تفتح الموبايل علشان أكلمك؟
رسالة تاني…
– ليه دا كله؟ مبارك وعائلته وأنا معاهم.؟.. لا دي الطريقة ولا دا الأسلوب.
وآخر رسالة بطريقة ساخرة…
عائلة مبارك؟! كل سنة وأنت طيب… باي باي.
– أخو رضا سجل الرسايل دي على شريط كاسيت واحتفظ بيها لوقتها لأنهم كانوا شاكين في شخصية محدش يجرؤ يجيب سيرتها ولو في سره.
———————————————–
عودة لسنة 2009, يبدو إن أسرة رضا هلال ما بقاش عندهم حاجة يخسروها في موضوعه , وكانوا مصرين بأي شكل إنهم يعرفوا مصيره, علشان كدا لما تقدموا بالبلاغ للنائب العام , طلبوا التحقيق مع صاحبة الصوت وذكروا إنهم شاكين انها تكون….
—————————————
*إلهام سيد سالم شرشر…
الشهيرة ب..إلهام شرشر.
صحفية شاطرة جدًا بتشتغل في الأهرام وفوق كدا هي شديدة الجمال والجاذبية, كانت بتغطي قضية توظيف أموال كبيرة جدًا هزت مصر كلها سنة 1995 وقابلت أحد حيتان توظيف الأموال وقتها أشرف السعد, واللي وقع في غرامها على طول, طلبها للزواج وبالفعل تم الزواج دا يوم 26 يناير 1995, بعدها تطورت قضية توظيف الأموال وأصبح اشرف السعد متهم ومطلوب للعدالة , هرب إلى لندن ( ما زال عايش هناك للآن) لكن إلهام رفضت تسيب شغلها في الأهرام وتسيب مصر وتهاجر لبريطانيا, وتم الطلاق …
وورثت إلهام شرشر ثروة مهولة بعد زواج بضعة شهور, من ضمنها شقة قدام حديقة الأسماك في الزمالك تمنها كان وقتها أكتر من مليون دولار.
رجعت إلهام شغلها في الأهرام , أصبحت مسؤولة عن تغطية أخبار وزارة الداخلية وفي مرة قابلته, ووقع هو كمان في غرامها هو…

*اللواء حبيب العادلي, وزير الداخلية, الرجل القوي اللي بيحكم مصر بالحديد والنار.
حبيب العادلي كان أرمل، زوجته ماتت من فترة وعنده تلات بنات, كان حلم عمره يخلف ولد, عجبته حسناء مغربية كان عاوز يتزوجها, لكن سوزان مبارك رفضت قالته :
وزير داخلية مصر يتجوز ازاي اجنبية؟
المرة دي وقع في غرام إلهام شرشر, وراح استأذن سوزان مبارك ووافقت بشرط إنها تبعد تمامًا عن العمل الصحفي وعن الأضواء منعًا لإحراج الرئيس مبارك واسرته.
وتم الزواج وللسخرية أقام حبيب العادلي وزير داخلية مصر مع إلهام في شقتها في الزمالك اللي أخدتها من طليقها أشرف السعد الهارب من العدالة واللي نهب مئات الملايين من مدخرات المصريين الغلابة اللي جابوها بعمرهم وكرامتهم ودمهم من العمل في الخليج وغيره.

* المهم إن الجواز دا سبب انتقادات وكلام هنا وهناك على حبيب العادلي, لكنه كان قادر على اخراس أي لسان يتكلم كلمة في حقه وحق زوجته واللي قبل مرور سنة من الزواج كانت جابتله الولد اللي عاش عمره يحلم بيه…
شريف حبيب العادلي.
طيب السؤال المهم دلوقتي:
إيه علاقة رضا هلال بقصة زواج إلهام شرشر من حبيب العادلي؟
هنا فيه روايتين غير بعض مع الوضع في الحسبان إن أسرار الناس دي يستحيل إنك توصل لحقيقة قاطعة فيها.
الرواية الأولى بتقول:
إن رضا هلال كان مغرم بزميلته القديمة في الأهرام وحاول يتصل بيها بعد كدا لكنها ما ردتش ودا سبب غضب شديد من حبيب العادلي على رضا هلال وعلى إلهام نفسها.
والرواية الثانية بتقول :
إن رضا حصل على مستندات خطيرة عن قضايا فساد متورط فيها حبيب العادلي وهدد إلهام انه هيكشفها للرأي العام وحصلت بينهم مشادة في الاهرام( لاحظوا إن إلهام بعد ما خلفت شريف حبيب العادلي بدأت تظهر للأضواء ويقال انها كان ليها سلطة نافذة في الاهرام حتى وهي في اجازة.
– و لاحظوا ايضًا إن علاقة رضا هلال بالولايات المتحدة كانت مقوياه جدًا ومحسساه انه في أمان من أي تصرف غادر)
وسواء كانت الرواية الأولى أو التانية هي الصح فإن النتيجة كانت :
اولا: طلاق حبيب العادلي وإلهام شرشر ودا لم يستمر كتير لأنه رجعها لعصمته بعد وقت قصير.
ثانياً: اعتبار رضا هلال عدو لابد من الانتقام منه.
لكن حبيب العادلي الرجل القوي هو أيضاً رجل ذكي ورضا هلال مش شخصية قليلة, علشان كدا فكر بذكاء شديد:
اللعبة مش لازم تبقى رضا هلال في موجهة حبيب العادلي لا…
اللعبة تبقى رضا هلال في مواجهة الرئيس مبارك وأسرته وخاصة هو…
———————————————-
* جمال مبارك.
الإبن الأصغر للرئيس مبارك, واللي بدأت حملة كبيرة جدًا ومنظمة لتلميعه إعلامياً جوا مصر وبراها لتحضيره علشان يورث الحكم بعد أبوه , وبدأت تظهر اعتراضات من ناس كانوا محسوبين على النظام نفسه على توريث جمال حكم مصر طبعًا ناهيك عن معارضي النظام كله.
من الأصوات العالية اللي انتقدت وبشدة مشروع التوريث وبصوت عالي كمان كان رضا هلال وبالتالي هو أصلاً كان تحت رصد اجهزة الأمن, حبيب العادلي استغل الفرصة ونقل لسوزان مبارك- متزعمة مشروع توريث ابنها السلطة – الصورة الاتية…

– رضا هلال بيهاجم فكرة التوريث في مقالاته ورافضها تمامًا وبيتكلم قدام زملاؤه في الأهرام بدون مواربة عن الموضوع.

– رضا هلال يعادي جمال مبارك بشكل كبير وفي كل مكان بيصرح إنه لا يصلح لرئاسة مصر.

– رضا هلال في مؤتمر دافوس( الأردن 2003) اتكلم قدام صحفيين أجانب وشخصيات عالمية عن عدم صلاحية جمال مبارك لتوريث الحكم.

– رضا هلال بيتكلم عن ثروة جمال مبارك ودخوله في مشروعات كبيرة وشراكة مع رجال أعمال مصريين وأجانب ومنهم رجال أعمال يهود في بريطانيا.

– في النهاية حبيب العادلي اقنع سوزان مبارك إن رضا هلال هو أخطر عدو لوصول جمال مبارك للحكم.
وبكدا يبقى لعبها ذكاء وأمن نفسه من غضب الرئاسة عليه في حالة اغتيال رضا هلال ودا اللي حصل بالفعل فيما بعد.
لكن علامة الاستفهام الضخمة هي :
مين اللي نفذ وازاي؟
خلونا نرجع بالتاريخ لسنة 2000.
——————————————–
– بعد ثورة يناير 2011 وتغيير نظام حكم مبارك و بدأت تظهر أسرار وحقائق مذهلة عن النظام كله ومن ضمنه وزير داخليته حبيب العادلي.
حبيب العادلي ومع بداية طرح فكرة توريث السلطة لجمال مبارك انشأ تنظيم سري داخل جهاز أمن الدولة للقيام بالعمليات القذرة وأهمها تأديب المعارضين والمنتقدين لمبارك وأسرته ولجمال مبارك … التنظيم مكون من 4 ضباط و20 أمين شرطة, وليهم مقرات في كل مباني أمن الدولة .
التنظيم دا قام بعمليات بالفعل أذكر منها الاعتداء على عبد الحليم قنديل المعارض الشرس لمبارك وأسرته وتسريب فضايح جنسية ليه وضربه بوحشية والقاؤه في الصحراء عاري تمامًا.
وتم توجيه أصابع الإتهام بشكل أساسي للتنظيم السري بخطف رضا هلال.
واللي يؤكد الكلام دا وثيقة سرية من وثائق التنظيم حصل على صورة ضوئية منها صحفي في جريدة كويتية مشهورة اسمها “الجريدة” هي عبارة عن تقرير مرفوع لحبيب العادلي مؤرخ بيوم 13 اغسطس 2003 بيقول انه تم تنفيذ العملية كالاتي :
” تم الإتصال بالمدعو رضا هلال واخباره إن صديقه الذي ينتظره المدعو خالد الشريف قد صدمته سيارة بجوار منزله وبناء عليه نزل مسرعاً فتصدى له رجال التنظيم وتم تغمئته وتكميمه, واقتادوه إلى مقر أمن الدولة في شارع جابر بن حيان بعد 15 دقيقة, كما نفيد سيادتكم أن المذكور قبل تكميمه طلب توصيل رسالة لسيادتك مفادها ان هناك مستندات خطيرة لدى شخص آخر مكلف بتسلميها للنائب العام في حال اختفاؤه”

*بعد قيام ثورة يناير, بالظبط يوم 30 مارس 2011 أخو رضا قدم بلاغ تاني للنائب العام اتهم فيه إلهام شرشر بأنها صاحبة الصوت اللي هدد رضا وطلب التحقيق معها واتهم التنظيم السري لوزارة الداخلية باختطاف رضا وقدم صورة من وثيقة سرية مسربة تثبت إن التنظيم السري هو اللي اختطف رضا واقتاده لمبنى أمن الدولة في جابر بن حيان وعذبوه وبعدين نقلوه لمستشفى الأمراض العقلية عنبر الخطرين.
-تم استدعاء إلهام شرشر للنيابة والتحقيق معها والنيابة انتدبت خبراء صوت أكدوا أن صوت السيدة في الانسر ماشين هو نفس صوت إلهام شرشر بنسبة 100 % ورغم كدا انكرت تمامًا، لم يتم إدانتها بسبب نقص الادلة .
وأخيرًا…
مفيش حقيقة مؤكدة لنهاية رضا هلال لكن فيه تكهنات منه مثلا:
*انه تم تعذيبه وايداعه عنبر الخطرين في مستشفى الامراض العقلية بعد أن فقد عقله وبعدين التخلص منه.
*انه تم قتله واذابة جثته بالمواد الكيماوية ودفن ما تبقى منه في مكان مجهول.
* انه قتل ودفنت جثته في عامود خرساني في احد الابراج السكنية.
وتبقى كل الاحتمالات دي مجرد نظريات غير مؤكدة.
لكن الشيء الوحيد المؤكد ان رضا هلال اختفي للابد وان اسرته ما زالت تبحث وعندها أمل في معرفة فين رضا او فين ما تبقى منه.
———————
المصادر:
الجريدة الكويتية .
الأهرام المصرية .
الرأي الكويتية .
البوابة نيوز.
اليوم السابع.
الدستور المصرية
موقع مصراوي.
مواقع نت أخرى .