لعنة الفراعنة

بقلم الكاتبه والاثاريه ورده موسى بشرى

عند ذكر كلمة “لعنة الفراعنة” لابد ان يمتلئ قلبك بالفخر والعظمة علي ما توصل اليه المصريين القدماء من علم في كافة المجالات وخاصة الكيمياء والطب والفلك والسحر والعلوم جميعا،فهي ليست كلمة تضيف القلق والخوف الي عقلك بل تجعلك تفتخر بعظمة اجدادك القدماء، وعند ذكرها نتذكر مقبرة الملك الشاب “توت عنخ أمون” وموت الاربعين وسلسلة الحوادث والاساطير المرتبطة به.
فلقد بدأت اللعنة في القرن العشرين خاصة عام 1922م واكتشاف ذلك المقبرة الذي قام باكتشافها اللورد “كارتر” وممول المشروع اللورد “كارفان” ومنذ ذلك الحين وعرفت اللعنة طريقها الي علماء الاثار وصارت حديث العالم والصحافة وصولا الي الافلام الوثائقية والدرامية.

هل كانت اللعنة موجودة في آداب المصرين القدماء؟
لم تكن اللعنات كثيرة في آداب المصرين القدماء،لكن بعضها يقال في مناسبات مثل “تحتمس الاول” وهو يتوج أبنته “حتشبسوت”(الموت لم يلعن الملك،اللعنة علي من لم يلعن الملك!) وأخرى عندما تأمرت زوجات الملك “رمسيس الثالث”قال(اللعنة عليهن لقد اراد قتلي).
كما عثر علي نقش بالقرب من “هرم ميدوم”يقول(سوف تخنق روح الميت عن عنق اللص كما لو كان اوزه)

تفسير اللعنة:-
منذ ذلك الاكتشاف واصبحت كلمة ( لعنة الفراعنة) تمثل اهمية كبيرة ولغز يحير الكثيرين او هناك أسأله تدعوك للتفكير في هذه اللعنة وما اسبابها،هل هي لعنة حقآ ام لا؟

كيف ماتو من اكتشفوا مقبرة الملك” توت عنخ أمون” او لماذا ماتو؟ هل حقا كان سبب الوفاة هذه اللعنة والسبب هذه الكلمات التي عثر عليها علي أبواب المقبرة(سوف يطوي الموت بجناحيه كل من يقلق الملك) او التي وجدها علي ظهر تمثال (انا الذي اطرد لصوص المقبرة وألقى بهم في جهنم في الصحراء،انني حامي” توت عنخ أمون “) تبدء في التشكيك في هذه اللعنة والذين ماتو وان هذا يعتبر تهديدا لكل من تجرء علي الاقتراب من مقبرة الملك الشاب
،لكن ليس هذا سبب كافي لتفسير اللعنة او قل ليس من المنطق يكون السبب عدة كلمات في مقبرتة لتفسير سبب وفات الذين دخلوا المقبرة، وان قلنا هذا سبب الوفاة لذلك المقبرة سنبدء بالتسأل ..

هل لم يتوفي اي عالم و عامل في مناطق ومقابر اخري مكتشفة؟

اسباب لعنة الفراعنة :-
عند التفكير في اسبابها ستبدء بطرح خيارين للعنة وهما:-

الخيار الاول “صدفة”فكل من ماتو كان مجرد صدفة لهم في تشابة ظروف ووفاتهم وفي التوقيت ذاته، وهنا لا يتقبل عقلك هذا وسيبدأ الخيار التاني ” اسباب علمية” وما النظريات المتعلقة بها؟

لذلك سنري بعض نظريات لتفسير هذه اللعنة.

نظريات لعنة الفراعنة :-
أولا ماهي للعنة الفراعنة؟…
هي من عجائب الطب والعلوم والسحر والطبيعة الكيمياء،فهي من عجائب العلم القديم.
1-نظرية السموم :-
لقد عرف الكهنة السموم واستخدموها،كما ان الملك “مينا” زرع اشجار السموم،كان الاغريق يستوردون السموم من مصر حتي ان نفس هذه السموم أنتحر بها “سقراط”، وأيضا “كيلوباترا” كانت تضع السموم لاعداءها، وعرفوا خواص السموم فهناك بعض السموم اذا تعرضت لدرجة حرارة عالية فسدت وهذا سر احتفاظ مقابر الملوك والاهرامات بسمومها الي الآن.
عند قراءة كتاب (السموم التاريخية) نجد ان الفراعنة عرفوا السموم ذات الرائحة وغير الرائحة والتي تقتل باللمس او الرائحة او اذا لمست الاكسجين،وعرفوا السموم المسحوقة والسموم النباتية المائية وأيضا التي في الحشرات المائتة في المقابر،بجانب هذا عرفوا النباتات السحرية.
2-البكتريا :-
لقد ظلت سموم موتي الفراعنة قوية الي آلان بفضل البكتريا..خاصة التي لا تحتاج الي اكسجين لكي تعيش لانها تحيا علي مواد عضوية او حيوانية مثل الدهون والبروتين، ويمكن ان تفرز البكتريا سموما تؤدي لمرض (الدفتريا او الالتهاب السحائي في المخ) هذا اصاب اكثر الاثريين في مصر.
3-الغازات :-
لقد اكتشف المصريين القدماء الغازات المهلكه للأعصاب،هي عبارة عن ابخرة بسبب التحلل للاجسام الذي ماتت لذلك عند فتح اي مقبرة تخرج ابخرة سامة ناتجه من تحلل الاجسام الملكية الميتة اذا دخلت انف اي أنسان تقضي عليه،فهي من الأسلحة القتالية التي استخدمتها (امريكا،روسيا،فرنسا وبريطانيا) قبل عقد “أتفاقية جنيف 1925م” وعرفوا الفطريات التي نراها علي القمح كما تمكن العلماء استخراج مواد سامة منها، واهم اعراضها الهبوط المستمر والهلوسة والشلل،من الذين اصابهم هلوسة عند فتح مقبرة الملك “توت عنخ أمون “والد السكرتير الذي ألقي بنفسة من البلكونة.
3-المواد المشعة”الاشعاع” :-
لقد عرف الكهنة اليورانيوم والمواد المشعة فاليورانيوم لايوجد إلا في مناجم الذهب وعرفوا المصريين مناجم الذهب،حتي يمكن ان نجد ارضية مقابرهم يمكن تغطيها باليورانيوم او وضع الاحجار ذات الاشعاع علي جدرانها ،يمكن ان تقتل الانسان علي عكس السموم فانه يمكن ايقاف فعليتها بينما المواد المشعة تؤدي لخلل في الخلايا وتزيد في الجسم.
هذا ايضا من اسباب موت لصوص المقابر وعلماء الاثار فالروائح التي تنبعث من القبر او تحلل المواد المشعة او الابخرة الناتجة من تحلل مواد التحنيط هذا بالإضافة اشعات المعادن والتعاويذ في التابوت.
5-السحر :-
كان السحر شائعا جدا الي ان الكهنة استخدموه قديماً،فقد كان في عصر الملك”خوفو”اشهر السحرة حتي انه قام امام الملك بفصل رقبة الاوزه فوضع جسدها في غرفة والغرفة الاخري بها رقبتها ثم قام بعد ذلك بجمعهم لترجع لها الحياة من جديد.
مارس الكهنة السحر لكن على اسس علمية وميكانيكية ،فيختلف عن السحر الشيطاني الاسود او سحر اليوم فهذه يعمل لالحاق الاذي والضرر بالاخرين بينما الذي مارسه الكهنة والعلماء يستخدم لتسخير الطبيعة بطرق آلية وميكانيكية ونظريات علمية وفيزيائية وميكانيكية وفي صالح الانسان والبشر،حتي اطلق الناس علي العجائب الذي يصنعها العلماء اسم السحر وعلماءهم السحرة.
وهذه ما يفسر أسباب وفات الكثيرين من العلماء،الامر لا يكتفي بكلمة لعنه او تشابه الاحداث والوفاة ،فليس لمعرفتنا لمكان يقع به عددة حوادث ويتوفي الكثرين نطلق عليه “لعنة هذا المكان” .
فمن وجهة نظري اللعنة الحقيقة في عدم معرفتنا لكل هذه الاسباب والجهل بالعلم والنظريات العلمية،مع ذلك لا ننكر أن هناك أشياء يتوقف تفسيرها والسر في حياة المصريين القدماء والفراعنة والكهنة قديما،فالاجابة تكمن خلفهم ونحن نحاول اكتشافها من خلالهم.

المصادر :-
1-“كتاب لعنة الفراعنة”
الكاتب /فيليب فاندنبرج.
2-“كتاب تكنولوجيا الفراعنة والحضارات القديمة في منظور الحقائق العلمية والاكتشافات الاثارية