تعرف على مرض “الجزام” علاماته وكيفية الوقاية منه

بقلم د/ عبداللطيف الصادق
مدير عام التأمين الصحي بالقاهرة
فى لقاء من اللقاءات الممتعه التى تحدث بينى وبين الاستاذ زغلول الصحفى المتألق ومدير تحرير جريدة أخبار الغد طلب منى أن أكتب فى هذه الجريدة، وترك لي الحريه فى اى من المجالات اكتب ، وهذا الطلب بهذه الطريقه يحيرنى كثيرا ؛ واهتديت اخيرا أن أكتب نبذه مختصره عن بعض الأمراض التى يخافها الإنسان بل وتسبب الرعب فى بعض الأحيان عند بعض البشر .
وهدانى تفكيرى إلى أن يكون اول مرض اكتب عنه هو مرض “الجزام”
فهو مرض قديم من قبل ميلاد المسيح عليه السلام بحوالى ٤٦٠ سنه وقد جال حول هذا المرض الكثير من الخزعبلات حتى أن بعض الناس عندما ظهر لأول مره اعتبروه أنه عمل شيطانى وذلك لأنه عندما رؤه لأول مره وجدو انسان يمشى على النار دون الاحساس بها كما وجدو أن أطراف الايدى والارجل تتساقط وكذلك شحمة الاذن والأنف كما وجدو أن جفن العين قد انقلب وظهر الجزء الاحمر الداخلى للامام كما تساقطت الحواجب من الخارج حتى أصبح فى شكل مقارب الاسد، مع ظهور بثرات فى الوجه وباختصار شديد اعتبروا هذا المنظر عمل شيطانى .
ولما تقدم العلم اكتشفوا أنه مرض مسببه نوع من البكتيريا تسمى ميكوبكتريام ليبرا، نسبة إلى العالم الذى اكتشف هذه البكتريا
طرق انتقال العدوى كانوا يظنون أن انتقال العدوى لهذا المرض عن طريق الملامسه والمعاشرة لاتقل عن ٢٠ سنه ومن التقدم العلمى تبين أن هناك طرق أخرى فقد ينتقل عن طريق المشيمه فى حالة إذا كانت الأم مصابه بهذا المرض وكذلك لبن الرضاعه وكانت المفاجاه الأخرى أنه ينتقل عن طريق الرزاز المتطاير
والسؤال الذى يفرض نفسه الآن لماذا لا نرى اعداد كثيرة من المصابين بهذا المرض حيث أن طرق انتقاله سهله الاصابه ؟؟
والاجابه على هذا السؤال أن الله عز وجل منح ٩٥٪ من خلقه المناعه الطبيعيه لهذا المرض فيكون الباقى ٥٪ وهذه النسبة ليست بالقليله فكان المفروض أن نرى عددا كبيرا من المصابين بهذا المرض
ولكن الاصابه بهذا المرض يجب أن. تتوافر شروطا منها وجود الميكروب فى المكان مع مناخ حار رطب مع شبه فقدان للمناعه ولذا السبب لا نرى اعداد كثيرة مصابه بهذا المرض .
والى عهد قريب لم يكن هذا المرض له علاج ولكن تم اكتشاف علاج لهذا المرض يشبه إلى حد كبير علاج الدرن (السل) واصبح له علاج الان ولهذا السبب لم نعد نبنى مستعمرات للجزام وانما اصبحنا نبنى عيادات ويأخذ المريض علاجه وهو فى المنزل .
علما بأن المريض عندما يصل إلى الصورة التى زكرناها أنفا لا يكون مصدر للعدوى وانما العدوى تحدث فى الاطوار الأولى للمرض بعد مشاهدة بقع مختلفه عن لون الجلد فى منطقة أسفل الظهر عادة وتحليل الدم الذى يبين الميكروب المسبب للمرض .
وأدعو الله لقرائنا وللجميع بموفور الصحة والعافية .