الدكتور سمير رجب يكتب رسالة حب

د سمير رجب
                        د / سمير رجب

بقلم د/سمير رجب سليم

عندما تخرجت من الجامعة ، إلتحقت بخدمة بلادى بالقوات المسلحة لمدة سبع سنوات كانت أشبه بسبع سنوات سيدنا يوسف العجاف ، و أنتصرنا وعملت بوزارة القوى العاملة .. و هناك قابلتها وأحببتها ، ذهبت لأجلها إلى أماكن كثيرة قاسية .. نزلت جميع مناجم الفوسفات و صعدت لأشهر محاجر مصر و دخلت أكبر مصانعها ..كتبت لها أكثر من مائتى رسالة حب نشرتها فى صحف العمل و مجلات العمال .. و سافرت معها إلى قلب أفريقيا عدة مرات .. إلى كينيا و أثيوبيا ، و كانت معى فى سوريا و ليبيا وتونس ، و تقابلت مع أقاربها فى سويسرا ألفت فى حبها أكثر من عشرين كتابا .. تهافت الآخرون على قراءتهم .. و لم أغار عندما علمت أن غيرى كثيرون يحبونها مثلى .. و كنت أقول لنفسى هى تستحق ذلك الحب و أكثر ,و حفزتهم أن يعبروا عن حبهم لها فى رسائل يبعثونها لهم ،، فرسائل الحب تلك هى الباقية مع مر الأجيال .. و هى دليل مادى على مكانتها القوية فى قلوب محبيها ..
كثيرا ما كنت أبحث عنها فلا أجدها فى اماكن تواعدنا .. فى المصانع و المناجم .. كنت لا أجدها فى أذهان العمال ، وكثيرا ما كانت تغيب من عقول أصحاب الأعمال و من ضمير بعض زملائى المفتشين ، وأحيانا أجدها منزوية فى كليات الطب .. لكنى كنت ألقاها بعد جد ووجد بها ، و من يرتاح و محبوبته فى عذاب تائه بين الدخان و الضوضاء و الأتربه ؟؟ كنت أعرفها من وسط الجميع ، و كانت هى أيضا تعرفنى .. رغم سنوات الإنقطاع الطويلة ..
قولوا لها يا من تعرفونها إنها مازالت معشوقتى رغم سنوات العمر السبعين ، و رغم إعتداءات البيئة ونداءات الإنتاج و التنمية ، و مشاكل النقل و الطريق .. فهى مازالت تزداد قيمة مع الزمن ، ومن حين لآخر ساكتب لها رسائلى .. و فى عيد ميلادها أدعو الجميع للإحتفال بها .. و سأعمل على إيقاظ ضمائر الآخرين من أجلها .. فهى دائما تعمل من أجل سلامتنا جميعا بدون أستثناء .. و هى دائما تعمل من أجل أن تكون صحتنا أفضل بلا إستثناء .. و فى عيد ميلاد محبوبتى أقول للمشتاقين لها : كل عام و أنتم جميعا فى صحة و سلامة أفضل

“كل عام و أنتم بخير يا عمال بلادى”

 

(من إبداعات الدكتور سمير رجب)