أنا آسف (مقال تربوي)

اعداد : د/ حنان بلاعو
استشاري التأهيل المبكر

قمت بزيارة إلى حضانة ابنتي ، وتجولت في أحد الأماكن التي شاهدت فيها الأطفال يلعبون أثناء تسلق سلم الزحليقة ، طفل صغير يبلغ من العمر ٣ سنوات او اكثر بقليل ؛ قام عن طريق الخطأ بالضغط على إصبع فتاة صغيرة بحذائه ، وبدأت الطفلة في البكاء.
رجع الطفل الصغير ونظر في عين الطفلة وقال لها انتِ كويسة ؛أحضر لكى فوطة مبللة ؛ مسحت الطفلة دموعها وعاد كلاهما إلى اللعب .
وصل هذا الامر لمدير الحضانة
وقال الطفل لم يعتذر ونحن يجب ان نعلم الاطفال قول انا أسف ( سوري ) .
# لكني مختلفة مع رأي مدير الحضانة و أرى ما فعله هذا الطفل افضل بكثير من قول أنا اسف سوري.
احيانًا يرانا أطفالنا مجانين لأننا نُجبر أطفالنا على الاعتذار ؛ قول كلمة أنا اسف ؛ قول سوري ؛ اعتذر فورًا .
#لكن في حقيقة الامر مستوى إدراك أطفالنا أقل من إدراك كلمة أسف ؛ لان أسف يعني( أنا نادم على ما فعلته )
والطفل لا يفهم في هذا السن الصغير معنى كلمة اسف فيرددها كالببغاء ؛ يقول آسف أو سوري على خطأ فعله ويرجع يغلط تاني
#أطفالنا الصغار يخدعوننا أحيانا فيمكنهم تقليد “آسف” وحتى البكاء بحرقة ويقول مش ح عمل كده تاني يا ماما اسف ؛ ويرجع يغلط تاني .
#لازم نعلم اطفالنا يكون عندهم حب اخلاقي ونعلمهم يصلحوا ما فعلوه ونعلمهم ازاي يعالجوا أذى ما فعلوه
#اكتساب الشعور بالندم لدى الأطفال يتطلب ادرك تبعات الخطأ الذي ارتكبوه وفهم السبب والنتيجة بشكل كامل ؛ ومعرفة الأذى الذي سببوه للغير و هذه المهارات لا تظهر في الأطفال الصغار
#فيجب على الآباء تعليم اطفالهم التعاطف الاخلاقي وان افعالهم لها عواقب ؛ ومساعدة الطفل في معالجة العواقب ؛ وعدم الاكتفاء بترديد اسف سوري