(منف ) أقدم عاصمة فى التاريخ

كتب | سامح صبرى المغربى
(منف ) ميت رهينة حاليا ترجع مدينة (منف) الى انها اول عاصمة ومدينة فى تاريخ مصر الموحد، والتى أنشاها الملك (نارمر) بعد توحيد القطرين ومنذ الاسرة الثالثة اصبحت منف عاصمة الدولة ومقر الحكم طوال فترة الدولة القديمة وحتى نهاية الاسرة السادسة
( منف أو منفر أو ممفيس ) مدينة مصرية قديمة كان يعبد فيها الاله (بتاح ) راعى الفنانين والبنائين وراعيا للاداب تقع مدينة منف ميت رهينة حاليا بالقرب من منطقة سقارة جنوب القاهرة عرفت باسم ( الجدار الابيض ) حتى القرن السادس والعشرين قبل الميلاد الى ان اطلق عليها المصريون اسم ( من نفر ) وهو الاسم الذى حرفه الاغريق فصار ( ممفيس ) ثم اطلق العرب عليها ( منف )
ومن اهم معابدها معبد ( بتاح ) وهو واحد من اهم المعابد المصرية القديمة كما يوجد بها تمثال ضخم للملك ( رمسيس الثانى ) يزن نحو مائة طن وطوله نحو 10 امتار ويوجد بها تمثال لابو الهول من حجر المرمر ومعبد الالهة (حتحور )
كما اقام الملك ( بيبي الاول ) حى العاصمة ( منف) التى تعرف باسم مدينة الاسوارالبيضاء وجعل الملك بيبي الاول مقر حكمه فى الحى الجديد وشيد بالقرب منه هرما اطلق عليه اسم ( من نفر ) ومعناه الجمال الخالد واصبح الاسم يطلق على المدينة باكملها اى العاصمة وتحور الاسم ( نفر ) فى العربية والقبطية الى منف وفى اليونانية الى ( ممفيس ) ان ملوك الاسرة السادسة اقاموا اهرامهم واسسوا عواصمهم عند اقرب مكان من ( الحائط الابيض ) كانت مدينة (منف) تعد ترسانة مصر كان يصنع بها العتاد الحربى وتسليح وتموين السفن الحربية بل كانت مركز التوزيع الرئيسى والتجارى بمصر
كانت مدينة (منف ) تضم مجموعة من القصور الملكية احدها للملك ( مرنبتاح ) والثانى للملك ( ايريس ) من ملوك الاسرة 25
ثم اضمحلت مكانة منف فى عهد ملوك الدولة الوسطى والدولة الحديثة عندما انتقلت عاصمة مصر القديمة الى ( طيبة ) الاقصر الحالية ولقد تعرضت منف لكثير من احداث التاريخ من تدمير من عناصر الاحتلال الاجنبى التى غزت مصر فى العصور القديمة بهدف مسح هوية وعمق وطبيعة الحضارة المصرية خاصة فى عهد الملك ( بعنخى ) احد ملوك مملكة نباتا بالسودان القديمة وسيطرة الاشوريون على المدينة على يد أسر حدون ثم أشور بنيبال وتعرضت المدينة لعمليات نهب وسلب ثم جاء الملك ( قمبيز ) الفارسى الذى ضرب المدينة بقواته وقتل كهنة الاله ( بتاح) كما قتل العجل ( أبيس ) الا ان المدينة استردت نشاطها فى العصر البطلمى واوائل العصر الرومانى الا ان الامبراطور الرومانى ( ثيودسيوس ) اصدر امرا بتخريب المعابد وتحطيم تماثيل الالهة وتحولت المدينة الى محجر تنقل احجاره لتشيد نشأت أخرى
كل هذا التاريخ وأكثر يكمن فى طى النسيان والاهمال