دقة زار


بقلم الاثرية:سهيلة عمر الرملي

الزار هو مجموعة من رقصات و عبارات و دق علي الدفوف بإيقاع خاص مع إطلاق البخور
اصل الكلمة؟
قال بعض الباحثين أن أصل كلمة الزار عربي وهي من زائر النحس يختلف باحثون اللغة حول التأصيل التاريخي واللغوي للكلمه
رأي اخر بعضهم يرى أنها كلمة عربية مشتقة من الزيارة، أي من كون الجن يزور البشر في مواعيد معينة من السنة
ويبدو أن المعتقدات الشائعة في طرد الجن قد انتقلت من الحبشة الي شمال السودان ومنها الي مصر في القرن 19م
و الزار أصلة أفريقي فالأفارقة يتوسلون طوال الوقت إلى الآلهة من طريق مجموعة من الطقوس التي تحولت في ما بعد إلى مجموعة من فنون الأداء
ومع الوقت حول المصريون الزار إلى طقس احتفالي لطرد العفاريت والجن وهذه الطقوس في المفهوم الديني الإسلامي هي طقوس محرمة طبعا حيث أنها تشتمل على جملة من الأمور التي تتعارض مع الإسلام مع خوارق العادات على أيدي ممارسي هذه الرقصات الوثنية وتمنع بعض القوانين في البلاد العربيه هذه الطقوس
اعتقدو الناس ان الزار هو مجموعة طقوس تطهيرية وعلاجية لطرد الأرواح الشريرة التي يُعتقد أنها تسكن جسد الإنسان وتحديداً النساء عن طريق رقصات هيستيرية وتتجسد في طقس الزار فنون تتحرر فيها النفس البشرية من قيود الزمان والمكان أو تنتقل من حالة إلى أخرى ومن هنا جاءت الوظيفة العلاجية النفسية او لإخراج الجن من الجسد و تقود حفلات الزار سيدة تدعى الكودية أو الشيخة وهي في الغالب امرأة سمراء تلعب دور الوسيط بين الملبوسين والأسياد.
وتضع هذه السيدة كرسياً في وسط المجلس لتجلس عليه صاحبة المنزل التي زارها الجن وتذبح على رأسها ذبيحة صغيرة تكون قد أحضرتها بناءً على طلب الكودية.
ثم تتلو الشيخة نصوصاً معهودة وتنشد بعض الأناشيد، تضرب الكودية ومساعدوها من الرجال والنساء على الدفوف بنغمات صاخبة
و ما يدفع الناس في تصديق تلك الخرافة هو الأداء الحركي للسيدات الذي يؤدي وظيفة نفسية وهي تفريغ الطاقة السلبية واستبدالها بطاقة إيجابية وصولاً إلى ألوان الملابس والحُلي والإيقاعات والأضحية والأغاني التي تحمل الكثير من الدلالات النفسية والاعتقاد ذائع لدى معظم الثقافات الإنسانية بأن الضجيج يطرد هذه الأرواح حيث”كان المتوفى قديماً في الصحراء الغربية يشيع إلى قبره بمصاحبة طبلة ضخمة تعزف لحناً مدويّاً وكانت النادبات عليه يضربن على الطبل والطار وعلب الصفيح” و ممارسة الضغط على الجسد حتى إيذائه لاعتقاد بأن ذلك يُخرج الجن منه و”هذه الطقوس تفصح عن مدى القهر الذي تعاني منه المرأة ولا تجدهن يشعرن فيه حتى بأنفسهن خلاصا وعندما يتعالى صوت الموسيقى تجدهن يرقصن بإيقاعات عنيفة حتي تأتي حالة من الانفصال التام عن الدنيا وكأن هناك قوى أخرى تحركهن وتجد سيدة عجوزاً او غير قادرة جسمانيا قبل الزار لا تستطيع السير، لكن أثناء الحفل تجدها مستغرقة في الرقص والأداء الحركي ولكن حالياً اختفت حفلات الزار من الكثير من المناطق التي اشتهرت بها وهناك بعض الأعمال المسرحية والدرامية التي تقوم بتوظيفه بشكل سطحي غير واعٍ بأبعاده الثقافية والفنية و لا زال موجوداً في القرى والمناطق الشعبية في القاهرة ، يتجمع بعض الأشخاص يرتدون نفس الملابس بنفس الألوان الكل يرقص بشكل هستيرى على أصوات دقات طبول وأغانى غريبة لا تستطيع أن تفرق إذا ما كانوا سيدات أم رجال ما تستطيع أن تحدده بالفعل هو وجود امرأة تقف فى وسط هذه الحلقة يلتف حولها الجميع وهى السيدة التى أقيم الزار من أجلها اعتقادا بأنها «ملبوسة من أحد الجان» أن تلك الطريقة هى التى ستخلصها من آلامها الذى نرى مشاهده فى الأفلام، ولا يختلف كثيرا عن الواقع والمعتقد الشعبى المصرى يؤمن بالزار وبأنه وسيلة لإخراج الجان من الجسد، أو ما يسمى السيد فكل شخص مريض وغير طبيعى كان يفسر على أنه ملبوس بالجان ولا يمكن إخراج الجان منه إلا من خلال الزار كذلك تنتشر حلقات الزار فى السودان والحبشة وجيبوتى و معظم الذين يلجأون للزار يعانون من الأمراض النفسية، التى يعبرون عنها ببعض الآلام التى يشعرون بها ومنها آلام المفاصل وتنميل فى الجسم« يبدأ الزار بهز الرأس على حركة «تفقير» مع الطبول والغناء والرقص بشكل قوى حتى يصبح المخ فى حالة من اللاوعى وهنا يتقبل الشخص أى كلام أو أى نصيحة وتوهم الكودية المصابة بأنها انتزعت الجن اللى يتلبسها وفى حالة الغفلة التى تكون فيها المرأة ملقاة على الأرض تصدر لها «الكودية» الأوامر لتنفيذها على الفور فى هذه الحالة تكون المرأة على استعداد تقبل أى أوامر من السيدة الكودية، وقد تستغلها فى هذه الحالة من التأثير فسيولوجى على المخ مما يجعلها تنفذ أوامرها على الفور وتقنعها بأنها كانت( ملبوسة) وأن الزار خلصها من الجن يشبه العلاج بالرقص واليوجا والعلاجات البديلة.. وهرمون السعادة سبب الشعور بالاسترخاء الذى يحدث فى حفلات الزار نشاط حركى كبير جدا مع ارتفاع الأصوات ويوجه هذا النشاط الزائد للشخص الذى أقيم الزار من أجله، ويظل تكرار هذا المجهود مع الصوت العالى إلى أن ينهك الشخص بدنيا ونفسيا، حتى يفقد الوعى و يحدث نوع من أنواع الاسترخاء للمريض بعد الإفاقة مع الإيحاء الذى تقوم به الكودية، كل هذه الأشياء تعمل على بث الطمأنينة فى الشخص وإشعاره بأنه أصبح فى أمان، وهو ما يمنحه الإحساس بانتهاء الأمراض او معني اصح تفريغ الطاقة السلبية و الخروج من الاكتئاب وهو يعتبر أحد العلاجات البديلة مثل رقص الزومبا، الرقص بالموسيقى، والرياضات العنيفة، والذى يبذل فيها الشخص مجهودا كبيرا جدا مثل الزار حتى يصل إلى مرحلة التعب وفقد الوعى، ويكون مؤهلا لتقبل أى تعليمات أو أوامر اذ أن المجهود الزائد فى المخ يعمل على ارتفاع هرمون السيراتونين وهو هرمون السعادة لذلك بعد إفاقة الشخص يكون مزاجه أفضل وتعادل حالات العلاج بالرقص واليوجا، وهى علاجات تكميلية تستخدم فى بعض الحالات التى يعانى فيها الشخص من التوتر والضغط ومع التقدم العلمى ومعرفة الأسباب الحقيقة للأمراض النفسية وتطور العلاجات أصبح الزار لا يستخدم إلا فى بعض الأماكن الشعبية التى مازالت تستخدمه كنوع من أنواع الطقوس لعلاج المرضى الذين يرفضون العلاج النفسى وكان ارتباطه بالجن لأنه قبل معرفة الأمراض النفسية كان صعبا على الناس فهم سلوكيات الشخص المريض وبالتالى يتم ربط حالة الشخص بشىء غامض لتفسير هذه السلوكيات و الزار ليس له أضرار إلا إذا أسىء استخدامه أو تعرض المريض للنصب أو الاحتيال وإيحاء المريض بأشياء غير حقيقية، مؤكدا أن الرقصات والطبول موروثات موجودة فى التراث المصرى وبعض الدول الأفريقية، وحتى الآن موجود فى الصعيد والوجه البحرى والأماكن البسيطة فى الحضر.

، ووجود ناس كثيرة فى حجرة صغيرة يقلل من الأوكسجين ويزيد من ثانى أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون مما يساعد على الإيحاء بشكل أكبر، ومن هنا جاءت فكرة التحسن بالإيحاء وللعلم فان كثير من السيدات يقعن فريسة للدجل والنصب ومن الممكن أن يتم الاعتداء الجنسى عليهن تحت زعم إرضاء السيد أو الجان ليتخلصن من المس أو الجن، وكل ذلك نصب واحتيال واستغلال للجهل و قلة الدين